قوله تعالى: ثم جعلْناک على شریعة اى بعد اختلاف اهل الکتاب جعلناک یا محمد على طریقة و منهج من الْأمْر اى من الدین و قیل على ملة مشروعة من امرنا الذى امرناه من قبلک من رسلنا و قیل من الامر الذى انت بصدده.
قال قتاده: الشریعة الفرائض و الحدود و الامر و النهى. و قال ابن عیسى: الشریعة علامة تنصب على الطریق دلالة على الماء فاتبعْها یعنى فاتبع هذه الشریعة و اعمل بها و اتخذها اماما، و لا تتبعْ أهْواء الذین لا یعْلمون اى لا تتبع الکافرین و المنافقین، و لا تعمل بهواهم.
إنهمْ لنْ یغْنوا عنْک من الله شیْئا اى لن یدفعوا عنک من عذاب الله شیئا ان اتبعت اهواءهم و ذلک انهم کانوا یقولون له: ارجع الى دین آبائک فانهم کانوا افضل منک، فقال عز و جل: إنهمْ لنْ یغْنوا عنْک من الله شیْئا.
و إن الظالمین بعْضهمْ أوْلیاء بعْض اى الکافر الظالم یوالى ظالما مثله و ینصره و یعینه. و قیل هم متفقون على عداوتک، و الله ولی الْمتقین اى یوالى المومنین الذین یتقون الشرک و الفواحش. هذا، اى هذا القرآن، بصائر للناس، معالم للناس فى الحدود و الاحکام یبصرون بها، و هدى من الضلالة و رحْمة، من العقاب، لقوْم یوقنون لا یشوب ایمانهم شک و ارتیاب. و قیل هذا اى ما تقدم من اتباع الشریعة و ترک طاعة الظالم، بصائر للناس اى بینات و دلائل فى امور دینهم، و هدى اى رشد، و رحْمة اى نعمة من الله، لقوْم یوقنون.
أمْ حسب یعنى بل حسب الذین اجْترحوا السیئات اى اکتسبوا المعاصى و الکفر، أنْ نجْعلهمْ کالذین آمنوا و عملوا الصالحات، این آیت در شأن نفرى مشرکان فرود آمد که گفتند: اگر آنچه محمد میگوید حق است و راست، پس ما را در آن جهان بریشان افزونى دهند در نعمت و راحت، چنان که در دنیا ما را افزونى دادند. رب العالمین بجواب ایشان فرمود: أمْ حسب یعنى أ حسب، استفهام است بمعنى انکار، میپندارند ایشان که شرک آوردند و کفر ورزیدند یعنى عتبة و شیبة و ولید که ایشان را همچون مومنان و گرویدگان کنیم یعنى على و حمزة و عبیدة بن الحرث. آن گه گفت: سواء محْیاهمْ و مماتهمْ، حمزه و کسایى و حفص و یعقوب، سواء بنصب خوانند و هو نصب على الحال، یعنى احسبوا ان یسوى بین الفریقین فى المحیا و الممات، میپندارند که زندگانى ایشان چون زندگانى نیکان است و مرگ ایشان چون مرگ نیکان یکسان، کلا و لما، نیست، که مومنانرا نصرت است و رفعت، در دنیا و آخرت، و کافران را خزى و نکال و عقوبت، در دنیا و آخرت.
معنى دیگر: میپندارند کافران که با مومنان مشارک خواهند بود در نعیم آخرت چنان که مشارک ایشانند در نعمت دنیا، یا محمد تو ایشان را جواب ده که: هی للذین آمنوا فی الْحیاة الدنْیا خالصة یوْم الْقیامة، باقى قراء سواء برفع خوانند، یعنى: محیاهم و مماتهم سواء، فقدم الخبر على الابتداء. میگوید بر هامسانى است زندگانى و مردن ایشان و ضمیر با هر دو فریق شود، اى المومن مومن محیاه و مماته یعنى فى الدنیا و الآخرة، و الکافر کافر فى الدنیا و الآخرة. مومن را در ایمان، زندگانى و مرگى یکسان، یعنى در عقبى هم چنان مومن است که در دنیا و کافر کافر است هم در دنیا و هم در عقبى.
خبر درست است که مصطفى (ص) در مسجد شد و اصحاب صفه دید فرمود، المحیا محیاکم و الممات مماتکم.
ثم قال: ساء ما یحْکمون اى بئس ما یقضون لانفسهم.
و خلق الله السماوات و الْأرْض بالْحق اى بالعدل فلا یقتضى التساوى بین الفریقین. و قیل بالحق یعنى للحق، اى لم یخلقه عبثا لکن للجزاء، ثم بینه، فقال: و لتجْزى کل نفْس بما کسبتْ من خیر او شر، و همْ لا یظْلمون اى لا ینقص من حسناتهم و لا یزاد على سیآتهم.
أ فرأیْت من اتخذ إلهه هواه فیه تقدیم و تأخیر، تقدیره، ا فرأیت من اتخذ هواه الهه، کقول الشاعر: کما جعل الزناء فریضة الرجم یعنى کما جعل الرجم فریضة الزناء. قال ابن عباس: لیس بین السماء و الارض اله یعبد ابغض الى الله من هوى متبع. و فى الخبر عن رسول الله: ثلث مهلکات: شح مطاع و هوى متبع و اعجاب المرء برأیه.
و قال الحسن و قتاده: ذلک الکافر اتخذ دینه ما یهویه فلا یهوى شیئا الا رکبه من غیر زاجر، لانه لا یومن بالله و لا یخافه و لا یحرم ما حرم الله. و قیل اتخذ دینه بهواه و ایثاره لا بالادلة و البراهین.
و قال سعید بن جبیر کانت العرب، یعبدون الحجارة و الذهب و الفضة، فاذا وجدوا شیئا احسن من الاول، رموه و کسروه و عبدوا ما هو احسن، و قال الشعبى انما سمى الهوى لانه یهوى بصاحبه فى النار، و أضله الله عن الایمان:، على علْم منه بعاقبة امره و قیل على ما سبق فى علمه انه ضال قبل ان یخلقه، و ختم اى طبع على سمْعه کى لا یسمع الحق و قلْبه کى لا یفهم الحق و جعل على بصره غشاوة.
قرأ حمزة و الکسائى: غشوة بفتح الغین و سکون الشین، و الباقون غشاوة اى ظلمة فهو لا یبصر الحق و الهدى، هذا کقوله: و تراهمْ ینْظرون إلیْک و همْ لا یبْصرون. فمنْ یهْدیه منْ بعْد الله اى من بعد اضلال الله، أ فلا تذکرون، تتعظون بالقرآن، ان الله واحد، قوله: من اتخذ جوابه: فمنْ یهْدیه.
و قالوا ما هی إلا حیاتنا الدنْیا، هذا من قول الزنادقة الذین قالوا: الناس کالحشیش قالوا ما الحیاة الا حیاة الدنیا نموت و نحْیا فیه تقدیم و تأخیر، اى نحیا و نموت و قیل یموت الآباء و یحیى الأبناء و حیاة الأبناء حیاة الآباء، لان الأبناء بحیاة الآباء صاروا احیاء، و ما یهْلکنا إلا الدهْر اى ما یفنینا الا مر الزمان و طول العمر و اختلاف اللیل و النهار، و ما لهمْ بذلک منْ علْم اى لم یقولوه عن علم علموه و قیل ما لهم بذلک من حجة و لا بیان، إنْ همْ إلا یظنون اى ما هم فى اعتقاد هذا القول الا على شک.
روى ابو هریرة قال قال رسول الله (ص): قال الله تعالى: لا یقل ابن آدم یا خیبة الدهر، فانى انا الدهر ارسل اللیل و النهار، فاذا شئت قبضتهما.
و فى روایة اخرى عن ابى هریرة قال قال رسول الله (ص): لا یسب احدکم الدهر فان الله هو الدهر و لا یقولن للعنب الکرم، فان الکرم هو الرجل المسلم.
و إذا تتْلى علیْهمْ آیاتنا بینات یعنى القرآن واضحات الدلایل و یرید بالایات هاهنا ما فیه ذکر البعث و النشور، ما کان حجتهمْ اى جوابهم و ما احتجوا به، فسمى حجة على زعمهم، إلا أنْ قالوا ائْتوا بآبائنا احیوهم، إنْ کنْتمْ صادقین فى دعوى البعث.
قل الله یحْییکمْ اى قل یا محمد لابى جهل و اصحابه، الله یحییکم فى الدنیا ثم یمیتکمْ، منها، ثم یجْمعکمْ فى القبور، إلى یوْم الْقیامة. و قیل معناه ثم یحییکم و یجمعکم فى القیامة، لا ریْب فیه اى فى الیوم و قیل فى الجمع، اى لا ترتابوا فیه و قد قامت الدلالة على صحة البعث، فلم یبق فیه ارتیاب، و لکن أکْثر الناس لا یعْلمون قدرة الله على البعث لاعراضهم عن التدبر و التفکر فى الدلایل.
و لله ملْک السماوات و الْأرْض و یوْم تقوم الساعة یوْمئذ یخْسر الْمبْطلون یعنى الکافرین الذین هم اصحاب الأباطیل یظهر فى ذلک الیوم خسرانهم بان یصیروا الى النار.
و ترى کل أمة جاثیة هذا کقوله: حوْل جهنم جثیا اى ترى امة کل نبى یوم القیمة بارکة على الرکب و هى جلسة المخاصم بین یدى الحاکم، ینتظر القضاء. و قیل مستوفزا لا یصیب الارض الا رکبتاه و اطراف انامله. قال سلمان الفارسى: ان فى القیامة ساعة هى عشر سنین یخر الناس فیها جثاة على رکبهم، حتى ابراهیم ینادى: نفسى لا اسئلک الا نفسى، کل أمة تدْعى إلى کتابها قرأ یعقوب کل امة بالنصب یعنى و ترى کل امة تدعى الى کتاب عملها، اى کتاب الحفظة لیقرءوه و یستوفوا الجزاء و هو قوله: الْیوْم تجْزوْن ما کنْتمْ تعْملون فى الدنیا. هذا کتابنا اى یقال لهم هذا کتابنا الذى کتبنا فیه اعمالکم یعنى دیوان الحفظة ینْطق علیْکمْ بالْحق، اى یشهد علیکم بالعدل و بالبیان، کانه ینطق إنا کنا نسْتنْسخ ما کنْتمْ تعْملون. ما من صباح و لا مساء الا نزل فیه ملک من عند اسرافیل الى کاتب اعمال کل انسان بنسخة عمله الذى یعمله فى یومه و فى لیلته و ما هو لاق فیهما، و قال الحسن: نستنسخ اى نحفظ و قال الضحاک: نثبت، و ذلک ان الملکین یرفعان عمل الانسان فیثبت الله منه ما کان له ثواب او عقاب و یطرح منه اللغو، نحو قولهم هلم و اذهب.
فأما الذین آمنوا بمحمد و القرآن، و عملوا الصالحات فیدْخلهمْ ربهمْ فی رحْمته جنته، ذلک هو الْفوْز الْمبین. الظفر الظاهر و هم الذین یعطون کتابهم بایمانهم.
و أما الذین کفروا أ فلمْ تکنْ آیاتی القول هاهنا مضمر، یعنى یقال لهم: أ فلمْ تکنْ آیاتی تتْلى علیْکمْ یعنى الکتب المنزلة على الانبیاء، فاسْتکْبرْتمْ. تعظمتم عن الانقیاد و الایمان بها، و کنْتمْ قوْما مجْرمین منکرین کافرین.
و إذا قیل إن وعْد الله حق اى اذا قیل لکم ان الجزاء و البعث کائن، و الساعة لا ریْب فیها اى القیامة قائمة لا محالة.
قرأ حمزة: و الساعة بالنصب عطفا بها على الوعد و الباقون بالرفع على الابتداء، قلْتمْ ما ندْری ما الساعة إنْ نظن إلا ظنا اى ما نحن الا نظن ظنا، اى لا نعلم ذلک الا حدسا و توهما، و ما نحْن بمسْتیْقنین.
و بدا لهمْ فى الآخرة اى ظهر لهم حین شاهدوا القیمة و اخرج لهم ما کتبت الحفظة من اعمالهم، سیئات ما عملوا اى قبائح افعالهم فى الدنیا، اى بدا لهم جزاوها، و حاق بهمْ اى احاط بهم و لزمهم، ما کانوا به یسْتهْزون اى جزاء استهزائهم بالرسل و الکتب.
و قیل الْیوْم ننْساکمْ اى تقول لهم الملائکة: الیوم نترککم فى النار ترک الشیء المنسى الذى لا یذکر، کما نسیتمْ لقاء یوْمکمْ هذا، یعنى کما ترکتم الایمان و العمل للقاء هذا الیوم. و قیل کما اعرضتم عن تدبر الوعید. و الانذار اعراض من نسى الشیء و مأْواکم النار منزلکم و مثویکم جهنم، و ما لکمْ منْ ناصرین من ینصرکم و یدفع عنکم ممن کنتم تتعززون بهم فى الدنیا.
ذلکمْ، اى ذلکم العذاب، بأنکم اى بسبب انکم، اتخذْتمْ آیات الله هزوا، تنزلونها منزلة الهزو الذى لا یقبل علیه و لا یتدبر فیه، و غرتْکم الْحیاة الدنْیا اغترتم بما مد لکم فیها من الحیاة السریعة الانقضاء و ما وسع علیکم من اسباب دنیاکم حتى قلتم لا بعث و لا حساب، فالْیوْم لا یخْرجون منْها قرأ حمزة و الکسائى: بفتح الیاء و ضم الراء، و لا همْ یسْتعْتبون اى لا یطلب منهم ان یرجعوا الى طاعة الله لانه لا یقبل ذلک الیوم عذر و لا توبة. و قیل لا یقبل منهم العتبى و هو اعطاء الرضا.
فلله الْحمْد رب السماوات و رب الْأرْض رب الْعالمین. ختم السورة بکلمة الاخلاص و قیل معناه: قولوا فلله الْحمْد عرفهم کیف یحمدون ربهم.
و له الْکبْریاء فی السماوات و الْأرْض اى له العظمة و الجلال، و قیل استحقاق التعظیم فى اعلى المراتب له وحده، و هو الْعزیز، بسلطانه، الْحکیم.
فیما امر و نهى و خلق و قضى.
روى ابو هریرة: قال قال رسول الله (ص): یقول الله عز و جل: الکبریاء ردائى و العظمة ازارى فمن نازعنى واحدا منهما ادخلته النار.